الشباب الأردني يخلق الفرص، هازماً كل التحديات.

استخدام الأدوات الرقمية لإحداث التغيير

عبير علان
17 تشرين الثاني / نوفمبر 2021

كل صباح، تستيقظ هؤلاء الشابات الأردنيات الثلاثة وهن على موعدٍ مع العزيمة في تحدّي العقبات وخلق فرص أفضل لهن ولعائلاتهن ولمجتمعهن.

الشباب هم صنّاع المستقبل، فهم مفتاح التغيير في أي مجتمع إذ تكمن بداخلهم طاقات وطموحات تدفع البلاد نحو التقدّم والتطور. فالشباب يجلبون لمجتمعاتهم الإبداع والمعرفة التقنية ووجهات النظر الجديدة، وفوق كل شيء؛ الإرادة القوية في عيش حياة أفضل.

تعرفوا على هؤلاء الشابات الأردنيات اللواتي تحدّين العقبات والوباء العالمي، وسعين بلا هوادة لتحقيق أهدافهن. ثلاثة شابات أردنيات اخترن الاستيقاظ كل صباح لإحداث التغيير.

من كروشيه الألعاب إلى إعادة تدوير أغصان الأشجار المتساقطة من أجل بيئة أفضل

الإنترنت سلاح ذو حدّين، يمكن أن يضر أو يُفيد الأطفال، فهذه الشبكة تحمل بين ثناياها الإيجابيات والسلبيات. ويقع جزء كبير من المنحنى الذي قد يتخذه الأطفال على عاتق الوالدين وكيف يوجّهون أطفالهم. بالنسبة إلى تُقى، البالغة من العمر 13 عاماً، لطالما شجعتها عائلتها على استخدام الإنترنت كأداة لكسب وتعلّم مهارات جديدة.

في أحد الأيام، وبينما كانت تُقى تشاهد مقطع فيديو لفتاة تصنع دمية محشوة باستخدام فن الكروشيه، طلبت من والدتها أن تصنع لها مثلها، ولكن بدلاً من الموافقة فقط، شجعتها والدتها على تعلمّ الكروشيه، وبالفعل أصبحت تُقى تتعلم فنون الكروشيه لصنع الدمى المحشوة، أميغورومي.

بعد ساعات طويلة من التمرين، أصبحت تُقى تُجيد صنع الدمى المحشوة باستخدام الكروشيه، ولذلك قررت تحويل هوايتها إلى عمل تجاري. لم يعترض والدا تُقى بل شجّعاها وقاما بتزويدها بجميع الأدوات والمواد التي تحتاجها لإطلاق عملها "كروشيه بنات العيلة"، تحت إشرافهما.

لم تتوانى تُقى عن تنفيذ فكرتها الريادية، بل أطلقت بالفعل مشروع الكروشيه الخاص بها. كما واصلت استخدام الإنترنت بطريقة تصبّ في مصلحتها، حيث تعلّمت مختلف أساليب التسويق الإلكتروني على منصات التواصل الاجتماعي لتزيد من المبيعات، والآن هي فتاة صغيرة تدعم عائلتها وتشاركهم الدخل.

قررت تُقى وبمساعدة والدها الاستفادة من هذا المشروع في خدمة البيئة، لذلك عندما كان الجيران يقلّمون الأشجار، أعادت تُقى ووالدها استخدام الأغصان المقطوعة - التي عادة ما يحرقها الناس - وحوّلاها إلى منازل وأثاث للعب الأطفال، مما قلّل من التلوث الناجم عن حرق الخشب بجوار القمامة على الطريق الجانبي.

Touqa
Touqa

"شعور رائع أن يكون لدي دخل في مثل هذه السن المبكرة وأن أستفيد من هوايتي المفضلة في المساهمة في المنزل. أشعر بالرضا عندما أعطي إخوتي المال وأطلب منهم شراء الحاجيات للبيت. تعلّمت ووصلت لأن والداي مصدر إلهام لي، فهما لا يكفّان عن تشجيعي على تعلّم مهارات جديدة بينما أركز على مدرستي."

تُقى

الحق في التعليم، الحق في حياة أفضل.

أوقفت لميس، البالغة من العمر 25 عاماً، مخططاتها الشخصية لتنشغل خلال السنوات الثماني الماضية في تمكين الشباب.

فهي تؤمن بالتعليم ودور الشباب في تقدّم المجتمع، لذلك فهي تعمل جاهدة لإحداث تغيير من خلال توفير فرص تعليمية أفضل للنساء واللاجئين في الأردن.

وفي سن مبكرة، انضمت لميس إلى منظمات مختلفة وأطلقت العديد من المبادرات التي تدعو إلى حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. وفي مشروعها الحالي، تتكاتف مع نشطاء شباب آخرين لإنشاء نظام تعليمي يستوعب النساء واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس.

ضمن هذا المشروع التعليمي، تقوم لميس وبالتعاون مع نشطاء وناشطات من الأردن بتدريس الطلاّب مواد مختلفة بالإضافة إلى تزويدهم بالمهارات والكفاءات التي تعدّهم للانتقال إلى المرحلة الجامعية. جاء الطلاب المنتسبون للمشروع من أماكن مختلفة من العالم بحثاً عن ملجأ في الأردن، ومن بعض هذه المناطق الصومال والسودان وفلسطين وسوريا.

وفي الوقت الراهن، تسعى لميس جاهدة من أجل التغيير في بعض أهم القضايا الإنسانية الأساسية: المساواة بين الجنسين والحصول على التعليم، وكجزء من حملتها، قدّمت لميس برنامجاً متخصصاً ضمن مشروعها التعليمي حيث تقوم من خلاله بتثقيف طلابها حول المساواة بين الجنسين، لزيادة الوعي حول الدور الهام الذي تلعبه المرأة في المجتمع ودورها القيادي من أجل تحقيق تنمية مستدامة.

للتأكد من نجاح مشروعها، أنشأت لميس نظام إحالة للطلاب لشبكهم - وخاصة النساء – مع المنظمات الموثوقة للتحدّث والإبلاغ عن أي حالات إساءة أو تنمر أو عنف أو أي حالات مثيرة للقلق قد يتعرضون لها.

"التعليم هو الأمل. لكنني لا أؤمن بتعليمنا الرسمي، أنا أؤمن بالتعليم الذي يصقل الشخصيات ويساعد الطلاب على اكتساب المهارات العملية ويعزز من قدرتهم على حل المشاكل. التعليم هو كل شيء، خاصة عندما يكون متاحاً للجميع بشكل متساوٍ، ومطروحاً في الأسلوب المناسب والصحيح." - لميس

Lamis
UNICEF/Bashar Al-Ja'bari
Lamis
UNICEF/Bashar Al-Ja'bari

تشكيل جديد لمفهوم الترفيه للأطفال المكفوفين في الأردن

بدأت القصة عندما علمت أسيل، البالغة من العمر 25 عاماً، بوجود منصة بث خاصة بالأطفال المكفوفين، ولكنها لم تكن متاحة باللغة العربية لتحاكي الأطفال المكفوفين في الأردن. وحرصاً من أسيل على أطفال مجتمعها المحلي، قررت إطلاق منصتها الخاصة "حواس".

من خلال منصة حواس، تقوم أسيل بتقديم وصف صوتي للأفلام والبرامج المعروضة حتى يستمتع بها المشاهد الطفل الكفيف. ولتجعل هذه المنصة مناسبة لجميع أفراد العائلة، قامت أسيل بعرض الأفلام كفيديوهات عالية الدقة وليس فقط كتسجيل صوتي، حتى يتمكن أفراد العائلة الآخرون من الاستمتاع بمشاهدة العروض بينما يستمتع أطفالهم المكفوفون بالوصف الصوتي.

منصة حواس هي عبارة عن منصة بث برامج للأطفال المكفوفين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 سنة.

خلال أزمة كورونا وعندما كان العالم في حالة حظر وإغلاق، عملت أسيل على صقل مهاراتها في المونتاج والإنتاج لتكون قادرة على إطلاق منصتها باستخدام الفيديو والصوت بجودة عالية. وبالفعل، أطلقت أسيل منصتها وهي اللآن متاحة للجميع.

Aseel
UNICEF/Bashar Al-Ja'bari
Aseel
UNICEF/Bashar Al-Ja'bari

"أشجع كل شخص لديه فكرة تفيد مجتمعنا على أن يسعى لتحقيق أهدافه. بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهها، ابحث دائماً عن حلول وبدائل. المهم هو أن لا تستسلم أبداً!"

- أسيل

فازت كل من تُقى وأسيل في مسابقة أردن مبتكر، الهاكاثون السنوي لليونيسف في إطار برنامجها للابتكار الاجتماعي. تلقت كلتاهما تمويلاً أولياً بالإضافة إلى تدريب على برنامج UPSHIFT، وهو منهاج اليونيسف للابتكار الاجتماعي وريادة الأعمال.