لاجئة فلسطينية: هكذا واجهت الظروف القاسية.. ونجحت


 

وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين

في بلدٍ يعاني أزمة اقتصادية هي الأصعب في تاريخه، تتبوأ الموهبة مكانتها لتلعب دوراً في تخطي الأعباء، فالبعض ينظر اليها كهواية، والبعض الآخر يمتهنها كمصدر رزق، ومنهم من ينظر اليها باعتبارها حلمه الذي لا يمكن التنازل عنه رغم كبر سنه.

فمن يتمسك بعزيمته ويعمل على تحقيق هدفه سيحصد حتماً ثمار تعبه بالنجاح ولو بعد حين، لانه يؤمن أن أحلامه تستحق العناء، وهذا ما فعلته اللاجئة الفلسطينية منى حجازي (61 عاماً) من مخيم عين الحلوة، حيث حوّلت موهبة فن التطريز والكروشيه إلى مصدر رزق أساسي لها.

في هذا السياق قالت حجازي خلال اتصال هاتفي لـ"وكالة القدس للأنباء"، "بدأت أمارس هوايتي منذ الطفولة وكانت والدتي رحمها الله هي المعلم والداعم الأول بالنسبة لي، لأنها كانت تمتلك نفس الموهبة، أنا جامعية من الأساس درست سنة أولى أدب انكليزي في الجامعة اللبناينة، وتركت الدراسة وذهبت الى سوق العمل بسبب مرض والدي".

وتابعت: "عملت في التدريس بالمدارس الخاصة ثم الجمعيات الفلسطينية في قسم الروضات واشتغلت مشرفة للأيتام وبعدها استلمت إدارة قسم الأيتام في بيروت –بالبرج،  لكني تعبت كثيراً من زحام الطرقات فقررت أن أترك العمل وبدأت بالبحث عن بديل".

وأضافت: "فكرت ان أستفيد من هواياتي وأطورها بالمبلغ الذي حصلت عليه كتعويض نهاية الخدمة من عملي، أحضرت بعض المواد اللازمة وبدأت سنة 2018 بتطريز أشياء بسيطة لأطفال العائلة، أقاربي وأصدقائي، نصحوني بإنشاء صفحة على الفيس بوك لعرض أعمالي، وبالفعل قمت بذلك".

ولفتت إلى أنها "بدأت العمل بالقطع الصغيرة "بورتكلي" أساور بوندات شعر جزادين كروشيه، ولكن بسبب الضائقة المالية وارتفاع الأسعار أصبحت أشتغل على التواصي فقط، لأنني لا أستطيع شراء كميات بالجملة مثلاً، وقد بقيت على هذا الحال مدة طويلة حتى تعرفت على مشغل خيوط طلبوا مني دورات تدريبية للشابات مقابل مبلغ بسيط، فأصبح بإمكاني شراء بعض المواد بكميات قليلة ومازلت حتى اليوم أعمل على التوصاية وأعرض كل أعمالي على صفحة الواتس اب والفيس بوك والانستغرام".

وحول التحديات التي واجهتها حجازي قالت لوكالتنا: "لعل الضائقة المالية هي من أكثر التحديات التي شكلت عائقاً أمامي، بالإضافة إلى ازدياد ارتفاع الأسعار وعدم وجود جهة داعمة من قبل أي جمعية تدعم عملي، فأنا أعمل بكل أنواع الطارات وبجميع المقاسات ولأي مناسبات".

وختمت بتوجيه نصيحة للصبايا والشباب، قالت: "نصيحتي لكل الشباب والصبايا، أن العمر ليس مقياساً للعمل، تنمية الموهبة وصقلها وتحويلها الى مهنة للعيش هو شيء يعتمد على الذات، ويجب على الشخص أن يكون تابعاً لنفسه وليس للآخرين، داخل كل شخص فينا إبداع وتميز، عليه أن ينطلق في معترك الحياة ولا ينتظر الوظيفة فقط التي سيكون معاشها فتاتاً، يجب أن نؤمن بقدراتنا وتميزنا لنبدع في مشاريع صغيرة وبعد ذلك تنمو وتكبر".

السعي لتأمين مصدر رزق خاص بها جعل حجازي تخلق لنفسها دخلاً مادياً عن طريق الإبداع في التطريز دون تخصص أو دراسة، ساعدها على أن تصعد سلم  الأمل لتصل إلى حلمها دون أن  تحتاج أحداً، وتؤمن احتياجاتها بنفسها، وعلى جيل الشباب اليوم الإقتداء بتجارب من سبقوهم والعمل على تطوير إمكاناتهم لتأمين مستقبلهم في بلد لم تعد فيه الشهادة الجامعية كافية للعيش بكرامة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق