الشريط الإخباري

تصميم الدمى والوسائل التعليمية المحببة للأطفال.. مشروع الشابة فريال شاهرلي

دمشق-سانا

“علّم ما استطعت لعلّ جيلاً يأتي يحقق الأحلام ويبني الوطن ويحدث العجب العجابا”.. بهذا الشعار انطلقت الشابة فريال محمد شاهرلي في تحقيق هدفها بتصميم الدمى والوسائل التعليمية، في سبيل تسهيل إيصال المعلومة إلى أذهان الأطفال، ودمج اللعب مع التعلم وتكريس حب المعرفة والاطلاع بطرق مختلفة على أساليب التعليم التقليدية، ما يساعد التلاميذ والطلاب على الفهم والاستيعاب.

فريال 25 عاماً ابنة مدينة دمشق وطالبة بقسم اللغة العربية أوضحت خلال حديثها لنشرة سانا الشبابية أنها عشقت الرسم والتصميم والموسيقا والأعمال اليدوية، ثم قررت التفرد بشيء مميز فاستهواها فن “الأميغرومي”، وهو فن الكروشيه الياباني المميز بحياكة الدمى والمجسمات وحشوها، حيث طورت نفسها به عبر متابعة الفيديوهات باليوتيوب، فأصبحت تحيك ما يخطر في بالها من شخصيات محببة، وخاصة أن جدتها كانت القدوة والمثل الأعلى لها في العلم والفن فكانت تحيك لها أجمل القطع بأحنّ الأيدي.

الدعم الكبير الذي تلقته فريال من والدتها ووالدها وأخواتها وأصدقائها وحتى أساتذة الجامعة شكل حافزاً لتحويلها من هاوية إلى مختصة، فحصلت على شهادة في تصميم كتب وقصص الأطفال، وشهادة أخرى في تعليم الأطفال إلكترونياً من “ذا أوبين ليرنينك يونيفرستي” الإلكترونية، حيث تتابع دراسة دبلوم تنمية الطفل، لافتة إلى أن أمنيتها كانت دائماً تكريس موهبتها لخدمة ومساعدة الأطفال على الفهم والتعلم عبر اللعب.

نجحت فريال في تأسيس مشروعها الخاص باسم “فناتي” الذي يقوم على صناعة “الأميغرومي” ودمى الجوخ والوسائل التعليمية والألعاب المختلفة والكتب التفاعلية، وكذلك تنفيذ ملابس المواليد وزينة غرف الأطفال والإكسسوارات والصابون والشموع والعطور، اضافة لتدريب الشابات والسيدات ومساعدتهنّ على تكوين مشاريعهنّ الخاصة، وتأمين فرص عمل بالمشروع نفسه للمتميزات منهنّ، مشيرة إلى أن منتجات “فناتي” تُعرض للبيع بسوق إلكتروني وفي جناح “الهاند ميد” بفندق الشيراتون.

وحول معوقات عملها بينت أن أهمها، غلاء أسعار المواد الأولية والتسويق للمنتجات في سوق منافس، فجودة الدمية التي يصنعها مشروعها “فناتي” لا يمكن مقارنتها بالألعاب الاستهلاكية المصنعة سريعاً بالأسواق المحلية، إلا ان المشتري غالباً لا يهتم بالفن الموجود بالدمية، مؤكدة أنها استطاعت تجاوز ذلك لأن هدفها الأساسي إنساني بحت، والفئة المستهدفة لديها أولاً هم الأطفال وتذليل صعوبات التعلم، بعيداً عن معايير الربح المادي.

فريال هي المدربة المعتمدة لصناعة الدمى في المركز الثقافي الروسي بدمشق، ومدربة معتمدة في منصة “نيلوفر” أون لاين بالتلغرام، ومدرسة في عدة معاهد ونواد صيفية، إضافة إلى أنها اختصت بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وتسجيل قصص للأطفال بصوتها الإذاعي، وكذلك تسجيل محاضرات للمكفوفين.

ألعاب فريال تتميز بأنها كرتونية، تراها في خيالها ثم تنسجها بحنان ودفء بألوان زاهية مميزة، فهي تكرس وقتها للاهتمام بأدق التفاصيل وابتكار أفكار جديدة خلاّقة، ليثمر جهدها قطعاً تتسلل لقلوب الكبار قبل الصغار في سبيل نشر المعلومة بحب وفرح وتفاؤل، لافتة إلى أنها تعمل الآن على تنفيذ فكرة المسرحيات التعليمية، وفي الوقت نفسه تدعو بنات جيلها إلى ترك أثر جميل إيجابي في نفوس الأطفال وخدمة المجتمع المحلي في سبيل المساعدة ببناء المستقبل.

دارين عرفة

 

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency